بقلم فتحي الذاري
تتجلى الفرحة في قلوب أبناء الشعب اليمني وفلسطين في كل انتصار يُحقَّق ضد العدوان الصهيوني، حيث يتحد الإيمان والعزيمة في مسيرة مقاومة تُلهم الأجيال. إن حلاوة النصر التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا تأتي من الفراغ بل هي ثمرة صمود على مر السنوات، وتجسيد للإرادة الصلبة التي تواجه طغيان الاحتلال الإسرائيلي المدعوم بأمريكا والغرب.
لقد عانى الشعب الفلسطيني الويلات من الاحتلال والأزمات المتتالية، إلا أن وعورته لم تحل دون إصراره على المقاومة. إن صمود هذا الشعب الأعزل يشكل درسا في العزيمة والصبر، حيث يثبتون للعالم أن العزيمة يمكن أن تبدد الظلم وتحقق النصر. تلك المعاناة تحولت إلى مصدر إلهام لكل أحرار العالم، بما في ذلك الشعب اليمني، الذي يعلن بوضوح عن دعمه لإخوانه في فلسطين.
في هذا السياق، يبرز دور السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فهو رمز للقيادة الشجاعة التي تُدافع عن كرامة الأمة. بتوجيهاته، يتوحد الشعب اليمني خلف خيار المقاومة، مؤكدين أن هذا الخيار هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والحرية. الهوية الإيمانية التي يحملها الشعب اليمني تجعله في صدارة المدافعين عن فلسطين، ما يؤكد العلاقة المتجذرة بين قضايا الأحرار في العالم.
العلاقة الإيمانية التي تربط بين الشعبين اليمني والفلسطيني هي وعد من الله بالنصر المحتوم، ورغم التحديات المستمرة، فإن الأمل يبقى مشعًا. جميلٌ أن نرى الشعب اليمني يحتفل بوقف إطلاق النار في غزة، في الوقت الذي يُبرز فيه قوته وصموده. هذه الاحتفالات ليست مجرد شعارات، بل هي تجسيد لإرادة الأحرار في مقاومة الظلم والعدوان.
إن صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يُعتبر الدنيا بأسرها، حيث يتحدى الممارسات القمعية ويحافظ على هويته الثقافية والدينية. هذا الصمود الأقدر على ولادة نصر مؤزر يلاقي الدعم الشعبي من كل زاوية من زوايا العالم، ومن ضمنها اليمن، التي تعتبر نفسها جزءًا لا يتجزأ من هذه المسيرةو نبشر بأن النصر قادم، وأن أحرار العالم لن تتراجع عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية. إن فرحة النصر تتجاوز الكلمات، فهي شعور يجتاز الأبعاد الزمنية والمكانية. لندعو الله أن يُعجل بالنصر ويجمعنا في خطوات واحدة نحو تحرير الأرض والكرامة.